سورة الحاقة - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحاقة)


        


{فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
قوله تعالى: {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ} فَما نفي وأَحَدٍ في معنى الجمع، فلذلك نعته بالجمع، أي فما منكم قوم يحجزون عنه كقوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285] هذا جمع، لان بَيْنَ لا تقع إلا على اثنين فما زاد. قال النبي صلي الله عليه وسلم: «لم تحل الغنائم لاحد سود الرؤوس قبلكم». لفظه واحد ومعناه الجمع. ومِنْ زائدة.
والحجز: المنع. وحاجِزِينَ يجوز أن يكون صفة لاحد على المعنى كما ذكرنا، فيكون في موضع جر. والخبر مِنْكُمْ. ويجوز أن يكون منصوبا على أنه خبر ومِنْكُمْ ملغى، ويكون متعلقا ب حاجِزِينَ. ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا، كما لم يمتنع الفصل به في إن فيك زيدا راغب. قوله تعالى: {وَإِنَّهُ} يعني القرآن {لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} أي للخائفين الذين يخشون الله. ونظيره: {فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] على ما بيناه أول سورة البقرة.
وقيل: المراد محمد صلي الله عليه وسلم، أي هو تذكرة ورحمة ونجاة.


{وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} قال الربيع: بالقرآن. {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ} يعني التكذيب. والحسرة: الندامة.
وقيل: أي وإن القرآن لحسرة على الكافرين يوم القيامة إذا رأوا ثواب من آمن به.
وقيل: هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديهم أن يأتوا بسورة مثله. {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} يعني أن القرآن العظيم تنزيل من الله عز وجل، فهو لحق اليقين.
وقيل: أي حقا يقينا ليكونن ذلك حسرة عليهم يوم القيامة. فعلى هذا وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ أي لتحسر، فهو مصدر بمعنى التحسر، فيجوز تذكيره.
وقال ابن عباس: إنما هو كقولك: لعين اليقين ومحض اليقين. ولو كان اليقين نعتا لم يجز أن يضاف إليه، كما لا تقول: هذا رجل الظريف.
وقيل: أضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين. {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} أي فصل لربك، قاله ابن عباس.
وقيل: أي نزه الله عن السوء والنقائص.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7